Tuesday 5 June 2018

أبو الطيب المتنبي

أبو الطيب المتنبي

(٩١٥ – ٩٦٥ م)

تعريفه ومولده:

هو أبو الطيب أحمد بن حسين، المعروف بالمتنبي، من شعـراء المعــاني،وإمــام الطريقة الابتــداعية في الشعر العـــربي. وفّــق بين الشعــر والفلسفـــة. وُلد بكندة في الكوفة عام 915 م الموافق303هـ.

 

نشأته وتعليمه:

كان أبوه من سقــاة بالكوفة. سافر به إلى الشام منتقلا من البادية إلى الحاضرة يسلمه إلى المكاتب ويردده في القبائل، حتى توفي أبوه؛ وقد ترعرع ونال حظه من علوم اللغة والأدب فأخذ يضرب في الأرض ابتغاء للرزق واكتسابا للمجد.

 

ادّعاءه بالخلافة ثم بالنبوة:

كان منذ نشأته كبير النفس طموحا إلى المجد، فدعا إلى بيعته بالخلافة. فلما علمه والي البلدة حبسه، ثم أطلقه لقصيـــدة بعضها:                         

أ مالك رقي ومن شأنه    هبات اللُّجين وعتق العبيد

دعوتك عند انقطاع الرجا    ء والموت مني كحبل الوريد

ثم ادعى عام 323هـ بالنبوة في الشام، وقيل في بادية السماوة. وفتن بعض الناس بسحر بيانه. فلما اشتهر أمره قبض عليه لؤلؤ أمير حمص، فأوثقه ثم أطلقه بعد أن استتابه؛ وبذلك لقّب بالمتنبي.

 

عند سيف الدولة:

كان سيف الدولة في أنطاكية، فقدمه المتنبي عام 948م، فنال لديه حظوة كبيرة وصحبه في بعض غزواته وحملاته. وكانت تلك أطيب حقبـة في حياته. ولكنه لم يلبث فيها طويلا، فتوجه إلى دمشق، ثم إلى بغــداد ومكث فيها نحو سنة.

 

مقتله:

رمضان عام 965م كان في طريقه من واسط إلى بغداد، فعرض له بالصافية فاتك الأسـدي فقاتله. فقتل هو وابنه وغلامه. وتسبب لقتله قوله:

الخيل والليل والبيداء تعرفني    والسيف والرمح والقرطاس والقلم

 

المتنبي الشاعر:

هو من شعراء المعاني، وفق بين الشعر والفلسفة؛ وجعل أكثر عنايته بالمعنى. وأطلق الشعر من القيود التي قيده بها أبو تمام وشيعته، وخرج به عن أساليب العرب التقليدية. فهو إمام الطريقة الابتداعية في الشعر العربي.

 

خصائص شعره:

لقد حظى في شعره بالحكم والأمثــال، واختصّ بالإبداع في وصف القتــال، والتشبيب بالأعرابيـات، وإجــادة التشبيه، وإرسال المثلين في بيت واحد، وحسن التخلص، وصحة التقسيم، وإيداع المديح، وإيجاع الهجاء. لذلك كان شعره في كل عصر مددا لكل كاتب، ومثلا لكل خاطب.

 

نموذج من شعره:

كان فخورا بنفسه، فقال يفتخر:   

أنا صخرة الوادي إذاما زوحمت    وإذا نطقت فإنني الجوزاء

وكان ماهرا في المدح، فقال يمدح أبا علي هارون:   

وكذا الكريم إذا أقام ببلدة    سال النضار بها وقام الماء

وكان من كبــار الغزليين، فقـال في الغزل:   

مثلت عينك في حشاي جراحة    فتشابه كلتاهما نجلاء


كتبه: عبد المتين وسيم 

No comments:

Post a Comment