Thursday 8 December 2016

الشاه ولي الله المحدث الدهلوي

الشاه ولي الله المحدث الدهلوي

(١٧٠٣ – ١٧٦٢ م)


تعريفه ومولده:
هو مسند الهند، الإمام المجدد أحمد بن عبد الرحيم، المعروف بالشاه ولي الله الدهلوي. وذكرت مصادر ترجمته اسما آخر، وهو قطب الدين، واسمه التاريخي عظيم الدين، ويكنى بأبي محمد، وذكر أنه كان يكنى كذلك بأبي العزيز. ولد الشيخ ولي الله يوم الأربعاء لأربعة خلت من شوال عام 1114 هـ / 1703م في قرية بهلت بمديرية مظفر نكر، الهندية، وكان ذلك قبل وفاة السلطان عالمكير بأربع سنوات.
 
نشأته:
نشأ في أسرة علم وفضل، كان والده مشاركا في مشروع تقنين الفقه الإسلامي، الذي أنتج الفتاوى العالمكيرية أو الفتاوى الهندية. تلقى العلوم الابتدائية من والده، ثم دخل الكتّاب في الخامسة من عمره، وأكمل القرآن الكريم في السابعة، وأكمل دراسته للعلوم الابتدائية وهو ابن عشر سنوات. ثم درس كتاب "شرح الملا جامي على كتاب الكافية" لابن الحاجب، ولما بلغ أربع عشرة سنة درس الجزء المقرر من "تفسير البيضاوي". وكان مفرط الذكاء، جيد الحفظ، يقول ابنه الشاه عبد العزيز عنه: "ما رأيت أحدا أقوى ذاكرة من والدي".

ولما توفي والده كان عمره سبعة عشر عاما، فتولى منصب التدريس في المدرسة الرحيمية، واستمر فيه اثني عشر عاما كاملا، وفي هذه الفترة وجد الفرصة لقراءة الكتب ومطالعتها بنهم كبير، فتوسعت آفاق معرفته، ونضج إدراكه وفهمه.


في ديار الحرم:
في أواخر عام 1143هـ سافر لأداء فريضة الحج، وأخذ الحديث عن علماء الحرمين، فحضر دروس الشيخ أبي طاهر المدني، ودرس عليه كتب الحديث كـ"صحيح البخاري"، و"صحيح مسلم"، و"سنن الترمذي"، و"سنن أبي داود"، و"سنن ابن ماجة"، و"موطأ الإمام مالك"، و"مسند الإمام أحمد"، و"الرسالة" للإمام الشافعي، و"الأدب المفرد" للإمام البخاري، و"الشفا في حقوق المصطفى" للقاضي عياض، وحصل على الإجازة من الشيخ لرواية كتب الحديث. رجع إلى الهند في شهر رجب عام 1145هـ واستمر في عمله إلى نهاية عمره.

عمله التجديدي والإصلاحي:
قام بعمل تجديدي وإصلاحي لا يمكن تخيلُ ضخامته في الأوضاع السياسية والاجتماعية والدينية والفكرية. وبعد عودته من رحلة الحجاز ركز على تدريس كتب الحديث، والقرآن الكريم، وقام بترجمة جزء القرآن. كان الوضع في الهند يغلب عليه الطابع العرفاني الصوفي فاهتم بإصلاح مريديه في كل نواحي الحياة. حاول تنقية التصوف من شوائب الشرك وخرافات البدع. وقام بمحاربة الجمود والتقليد في جميع المجالات الفكرية، وخاصة في مجال الفقه.


وفاته:
كان علامةَ عصره وإمامًا للمجتهدين، وأنه قبيل انتقاله إلى جوار ربه في شهر المحرم عام 1176هـ/1762م قد خلف ورائه أبناء وتلامذة حملوا لواء الإصلاح والتجديد في الهند في العقود التالية.


مؤلفاته:
كان غزير الإنتاج في مجالات شتى، لقد ترك كتبا متنوعة؛ أهمها: حجة الله البالغة، والبدور البازغة، والقول الجميل في بيان سواء السبيل، والإرشاد إلى مهمات الإسناد، وشرح تراجم أبواب البخاري، وفضل المبين في المسلسل من حديث النبي الأمين، والمسوى شرح الموطا، والمصفى شرح الموطا. 

كتبه: عبد المتين وسيم   

No comments:

Post a Comment