Tuesday 5 December 2017

طارق بن زياد

طارق بن زياد

(٦٧٠ – ٧٢٠ م)

تعريفه ومولده:

هو طارق بن زياد من القادة البارزين الذين سجلوا أسماءهم في صفحات تاريخ المسلمين المجيدة. وعلى يده قامت دولة للمسلمين في بلاد الأندلس المعروفة الآن بإسبانيا والبرتغال، وقد ظلت تلك الدولة قائمة هناك ثمانية قرون.

 

نشأته:

نشأ طارق مثلما ينشأ الأطفال المسلمون، فتعلم القراءة والكتابة وحفظ سورًا من القرآن الكريم وبعضًا من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، ثم التحق بجيش موسى بن نصير أمير المغرب، واشترك معه في الفتوح الإسلامية ، وأظهر شجاعة فائقة في القتال، ومهارة كبيرة في القيادة لفتت أنظار موسى بن نصير.

 

طارق وفتح بلاد الأندلس:  

كان حاكم الأندلس لذريق ملكا ظالما، فاستعان الناس بالمسلمين لعدلهم، فلما أذن لطارق الخليفة، خرج في سبعة آلاف جندي، وعبر البحر في 27 من إبريل 711 م. وسار بجيشه شمالاً إلى طليطلة وعسكرت قواته في سهل واسع، وجمع لذريق جيشًا هائلاً بلغ مائة ألف مقاتل. ثم زود جيش طارق بخمسة آلاف جندي، فبلغوا بذلك اثني عشر ألفًا. وكان اللقاء ابتدأ في 18 من يوليو 711م، وظل مستمرًّا ثمانية أيام، أبلى المسلمون خلالها بلاء حسنًا، وثبتوا كالجبال فتحقق لهم النصر في اليوم الثامن، وسار طارق بجيشه يفتح البلاد، حتى دخل طليطلة.

 

العودة إلى دمشق:

بينما القائدان يفتحان البلاد وصلت رسالة من الخليفة الوليد بن عبد الملك يأمرهما فيها بالتوقف عن الفتح، والعودة إلى دمشق لتقديم بيان عن أخبار الفتح. وبعد ذلك غادر القائدان الأندلس وواصلا السير إلى دمشق عاصمة الدولة الأموية، فوصلاها بعد تولية سليمان بن عبد الملك الخلافة بعد وفاة أخيه الوليد.

 

مماته:  

توجه طارق بصحبة موسى بن نصير إلى دمشق. ولما وصلا فلسطين، طلب منهما سليمان التأخّر حتى يموت الخليفة الوليد كي ينسب الفتح والغنائم لنفسه. لكنهما تقدّما ودخلا إلى دمشق. وبسبب هذا غضب عليهما سليمان،. فعندما تولّى الخلافة، عزل موسى وأولاده. أما طارق بن زياد جالب النصر والغنائم فأهمِلَ وبقي بدون شأن ومات فقيراً سنة 720 م.

 

شخصية طارق بن زياد:

كان طارق قائدًا عظيمًا استطاع بإيمانه وصبره وعزيمته وإصراره أن يصل إلى هذه المكانة العظيمة. ونجح في تحقيق هذه الانتصارات لأنه كان يفكر في كل خطوة يخطوها، ويتأنى في اتخاذ القرار، ويجمع المعلومات قبل التحرك. كان صادق الإيمان على يقين من نصر الله حتى في أحرج الأوقات، فظل ثمانية أيام يحارب عدوه في لقاء غير متكافئ من حيث العدد والعدة، لكنه تمكن من تحقيق النصر في النهاية بفضل الله تعالى.


كتبه: عبد المتين وسيم 

No comments:

Post a Comment