النواب صديق حسن خان القنوجي

النواب صديق حسن خان القنوجي

 (1832-1890م)

 عبد المتين وسيم 

تَعْـــرِيْفُهُ وَ مِيْـــلَادُهُ:

هُوَ النَّوَابُ صِدِّيْق بن حَسَــن بْن عَـلِيٍّ بن لطف الله الْقَنُّوجِيُّ أحَـد النُّجُومِ الْمُتَلَألِيَةِ فِيْ سَمَــاءِ الْعُـــلُومِ الْإسْـــلامِيَّةِ، و أحَدَ الشّخْصِيّاتِ الْعَبْقَــرِيَّةِ فِيْ تَارِيْخِ الْهِنْـدِ. وُلِدَ عَامَ 1832م بِمَدِيْنَةِ بَرِيْلِيْ لأترابراديش فِيْ أُسْـــرَةٍ كَرِيْمَةٍ مِـنَ الْأَشْـرَافِ. وَ كَانَ أجْدَادُهُ مِنْ بَلْدَةِ قَنُّوج؛ فَمِنْ ثَمَّ شُهْرَتُهُ بِالْقَنُّوْجِي. 

نَشْـــأتُهُ و تَعْــلِيْمُهُ:                                           

دَرَسَ عَـــلَى أخِيْهِ إذْ تُوُفِّيَ أبُوهُ فِيْ صِغَــرِ سِنِّهِ. ثُمَّ دَرَسَ فِي مُخْتَلِفِ مُدُنِ الْهِنْـــدِ. وَ تَلَمَّــذَ عَلَى الْمُفْتِي صَــدْرِالدِّيْنِ، و تَخَرَّجَ عَلَيْهِ فِي الْمَنْطِــقِ و الْعَرَبِيَّـــةِ و الْفِقْــــهِ و الْحَدِيْثِ بَعْدَ سَنَتَيْنِ.

انشغالاته:

سَـــافَرَ إِلَى بُهوبَال لِلْاِسْــتِرْزَاقِ، فتَوَظَّفَ هُناكَ عِنْـــدَ وَزِيْرِ الدَّوْلَةِ جَمَــالِ الدِّيْنِ يُدَرِّسُ أسْبَاتَهُ. و انْتَهَزَ الْفُرْصَــةَ فَدَرَسَ الْحَـــدِيْثَ فِيْهَا عَلَى كِبَارِ الْمُحَدِّثِيْنَ.

و لما سافر إلى الحج التقى بعدد علماء اليمن فأخذ عنهم. و عندما رجع مِنَ الْحَجِّ عُيِّنَ نَاظِــرَ الْمَعَــارِفِ، ثُمَّ نَاظِرَ دِيْوَانِ الرَّسَــائِلِ، و منح لقب خان. و كَــانَ يَتَرَدَّدُ إِلَى الْمَــلِكَةِ لِتَعْـــرِيْضِ الْأوْرَاقِ الرَّسْمِيَّةِ، فَأُعْجِبَتْ بِصِفَاتِهِ فَتَزَوَّجَتْهُ وَ جَعَلَتْهُ الْمُسْتَشَارَ الْأعْلَى لِلدَّوْلَةِ.

وَفَـــــاتُهُ:

لَقَّبَتْــهُ الْحُكُـوْمَةُ الْإنْكِلِيْزِيَّةُ بِالنَّوابِ لِخِدْمِاتِهِ الْجَلِيْــلَةِ في حقل حقوق الإنسان و رفاهية المجتمع البشري الهندي ثقافيا و حضاريا. وَ كَانَ النواب كَذَلِكَ مُشْـتَغِلًا بِانشغالاته العلمية و الرَّسْمِيَّـــةِ حَتَّى وَافَتْــهُ الْمَنِيَّةُ سَنَةَ 1890م.

إلمامه و نتاجه العلمي و الفكري:

لَهُ مُؤَلَّفَاتٌ كَثِيْرَةٌ فِي مُخْتَلِفِ الْعُـــلُومِ وَ الْفُنُونِ فِي لُغَــاتٍ ثَلَاثٍ: الْعَـــرَبِيَّةِ وَ الْفَارِسِيَّةِ وَ الْأُرْدِيَّةِ. لَكِنْ مُعْظَمُــهَا بِالْعَرَبِيَّةِ، وَ قَـْد بَلَغَ عَدَدُ مُؤلَّفَاتِهِ إلَى 222. و لَهُ كُتُبٌ عَدِيْدَةٌ فِي تَارِيخِ الثَّـقَــافَةِ الْإسْــلامِيَّةِ الْعَـرَبِيَّةِ و تَراجِمِ الْعُـلَمَــــاءِ، و أهَـمُّهَا "أبْـجَـــدُ الْعُــــلُومِ" فِي ثَلاثَةِ أجْـــزَاءٍ. و له تُرَاث عِـلْمِيُّ وَ ْأدَبِيُّ آخر يَلِيْ-

‌أ)                    فتح البيان في مقاصد القرآن (في أربعة مجلدات)

‌ب)               مسك الختام شرح بلوغ المرام (في مجلدين)

‌ج)                ترجمان الوهابية

‌د)                  بغية الرائد في شرح القائد

‌ه)                 الروضة الندية في شرح الدرر البهية

‌و)                  الْبَــلغَةُ فِي أُصُولِ اللُّغَـــةِ

‌ز)                  رَبِيـْــعُ الْأدَبِ  (مخطوط)

‌ح)                نَشْـــوَةُ السَّــكْرانِ مِنْ صَهْبَـــاءِ تَذْكَــــارِ الْغَزْلانِ

وَكَانَ يَقْرِضُ الشِّعْـــرَ أيْضـــاً، فَلَهُ فِي آخِرِ كِتَابِهِ "نَشْـــوَة السَّــكْرَانِ" قَصِيْــدَةٌ غَزَلِيَّـــةٌ- نَظَمَهَـــا فِي شَبَـــابِهِ- وَ بَعْضُ قَصَائِدَ أُخْرَى.