Thursday 21 July 2022

الأستاذ محمد بديع الرحمن: رابندرانات طاغور في ضوء الكتابات العربية


 
رابندرانات طاغور في ضوء الكتابات العربية
الأستاذ الدكتور محمـد بديع الرحمن[1]
 
حينما ذاع خبر نيل رابندرانات طاغور جائزة نوبل عام 1913م، سرّت البلاد العربية به سرورا كبيرا ونشر الخبر مع صورة طاغور في معظم صحفها اليومية. ونشرت جريدة الهلال تعليقا بمناسبة فوزه بالجائزة على الأدب. فرحب به وديع البستاني وقدم الشكر الوافر إلى محررها جرجي زيدان (1861-1924) وظهر الأمل في أن يزيد قراء ‘الهلال’ بعد التعرف على هذا العبقري الشرقي. وفي عام 1914 قام البستاني بزيارة رابندرنات في الهند ومكث في ضيافته يومين في بيته.
 
وأغلب الظن أن وديع البستاني[2] أول عربي اتصل بطاغور مباشرة وسجل خبراته الذاتية في مقالة صدرتها ‘الهلال’. فوصف هذا الشاعر ما بدا له عن طاغور أثناء يومين قضاهما في بيته قائلا: فازددت بآثاره إعجابا، ولذاته إكراما، ولعبقريته إجلالا. وأيقنت أن له نفسا سامية تنبعث من عينيه أشعة سنية، تسيل مع صوته العذب الرخيم نغمات شجية، و تتلألأ خلال عباراته فرائد معان درية"[3]. وأضاف الوديع في نفس المقالة بأنه قرأ كل ما صدر لطاغور حتى ذلك اليوم ومما نقله الشاعر بقلمه إلى الإنكليزية من شعره ونثره، مثل The Gardener (البستاني)، و Gitanjali (قرابين الأغاني)، وسادهانا، و The Crescent Moon (الهلال) وغير ذلك. ثم أبدى رأيه بالعبارة الآتية: "هو شاعر فيلسوف قديس وإنسان يحب الله والطبيعة والإنسان بنفسه وعقله وروحه". وبعد أن نال طاغور جائزة نوبل اشتهر أمره وذاع صيته في جميع أنحاء العالم. فزاد عدد قرائه في الهند وفي خارجها الذين طلبوا منه ترجمة أعماله إلى الإنكليزية لتسهل قرائتها والإفادة منها على غير الناطقين باللغة البنغالية. ثم دعاه الزعماء العمالقة من كثير من البلاد الأجنبية ليشرفهم بزيارة بلادهم. ولكن طاغور كان منهمكا في الترجمة والكتابة بالإنكليزية فلم تسعفه الفرصة لزيارة بلادهم بشكل عاجل حسب التماسهم منه. ولكن الفرصة أسعفته بصورة آجلة. فعند عودته من سفره إلى أوربا، نزل بالإسكندرية في 27 من شهر نوفمبر عام 1926، ثم وصل القاهرة بعد يوم[4]. فاحتفت به الأوساط الثقافية ورجال الفكر وأدباء مصر احتفاء مهيبا. وحضر حفلة التكريم هذه من أبرز الشخصيات المصرية من أمثال الدكتور طه حسين[5]، وعباس محمود العقاد[6]، وأحمد لطفي السيد[7] وأمير الشعراء أحمد شوقي بك[8]. وعقدت حفلة التكريم هذه في مسرح حديقة الأزبكية يوم 29 نوفمبر، وقدم الأستاذ أحمد لطفي السيد طاغور للجمهور المصري[9] وقال في الافتتاحية: لا عجب في أن نكرم طاغور، وهو الذي جرى في حياته على فلسفة أفلاطون، وورع عمر بن الخطاب وهدي تولستوي[10].
 
في نهاية الحفلة، قال طاغور مشيرا إلى كلمة وزير المعارف المصرية: "إني آسف على أن لا أستطيع الكلام بينكم بلغتي القومية، كما تكلم صديقي وزير المعارف بلغته العربية؛ فعسير أن يؤدي الإنسان ما في عواطفه بغير لغة أهله"[11]. ثم جعل طاغور يتحدث بثقة وسعة وعمق عن فلسفة الهند وفلسفة الغرب والفرق بينهما، وقال: إن فلسفة الهند ليست تشاؤمية بل تخلد الوحدة الروحية، التي هي سر الوجود. وأن الطيرة المبتئسة لا توجد إلا في الغرب وعند العلماء الذين لا يرون للوجود وحدة. فنؤمن بشيء لانهائي وهو سر الوجود وليس فيه شيء من معنى العدم. وبعد اختتام طاغور حديثه الفلسفي، أنشد بعض قصائده باللغة الإنجليزية ثم بالبنغالية وأنشد بعد ذلك بعض أبيات من ديوانه ‘غيتانجلي’ (أي قرابين الأغاني) وهي كالتالي:
هناك، حيث لا يلابس الفكر خوف، ويكون الرأس متلَعا إلى العلاء،
هناك حيث تكون المعرفة حرة.
هناك، حيث لم يجزأ العالم بين حواجز ضيقة مشتركة
هناك، حيث تنبثق الكلمات من أغوار الإخلاص
هناك، حيث يتقدم الفكر ـــــ الذي تقوده أنت ــــ في المدى  الرحيب من الفكرة والعمل.
أجل، في نعيم الحرية، أبتاه، دع وطني يستيقظ[12].
 
دعا أمير الشعراء أحمد شوقي بك طاغور لزيارة بيته لحضور حفلة تكريمية، فأرسل شوقي ابنه حسين شوقي إلى فندق شبرد ليرافقه إلى بيته. فلبى طاغور بدعوة الشاعر العربي ووصل منزله[13]. قال الدكتور طه حسين عن هذا اللقاء: "كان شوقي يستقبل الشاعر الهندي العظيم تاجور. وقد دعا لهذا الاستقبال من شاء الله أن يدعوهم من أصحاب الثقافة ورجال السياسة والحكم. وكان صاحبنا [أي طه حسين] أحد المدعويين"[14].
 
وقد حضر هذه الحفلة الزعيم المصرى سعد زغلول الذي أخّر اجتماع مجلس النواب عن ميعاده المحدد بساعة. وفي هذا اللقاء غنّى المطرب الشهير محمد عبد الوهاب[15] مقطوعة شعرية من مسرحية مصرع كليوباترا لشوقي احتفاء بطاغور، والمقطوعة كالتالي:
أنا أنطونيو وأنطونيو أنا،                ما لروحينا عن الحب غنى.
غنّنا في الشوق أو غنّ بنا،      نحن في الحب حديث بعدنا.
..............
نحن قربنّا له ملك الثرى         ولقينا الموت فيه هينا.
في الهوى لم نأل جهد المؤثر    وذهبنا مثلا في الأعصر؛
هو أعطى الحب تاجي قيصر   لم لا أعطي الهوى تاجي منا[16]؟
 
استمع طاغور الأغنية العذبة برغبة شديدة وأبدى إعجابه بها.
 
وعلاوة، كانت زيارة طاغور لمصر أمرا سارا لا للمصريين فحسب بل للعرب أجمعين. ويدل على ذلك أن الصحفيين العرب نشروا جميع الأنباء عن زيارته في الصحف والجرائد. وقام محب الدين الخطيب بنشر الأخبار عن طاغور في جريدة الضوء وكان مراسلا لها، وبعد سنتين ألف كتابا بعنوان ‘تاغور’ محتويا على 59 صفحة. وقال محب الدين الخطيب، أثناء بحثه لأدب طاغور وكلامه عن اهتمام الأوربيين به: "إن المزية التي امتاز بها تاغور هي أنه جعل ديانته ينبوعا لتفكيره فأرضى بذلك ضميره الملّى... وهو كجميع الأفاضل من رجال الهند يحسن اللغة الإنكليزية كأرقى أهلها، فاستطاع أن ينقل بعض كتبه ومنظوماته إلى اللغة الإنكليزية التي يسهل على غير الإنكليز من الإفرنج أن يقفوا على ما يكتب بها... فلما طلع تاغور على الأوربيين بأساليب أخرى من الشعر، تجلت لهم فيها تصورات غير تصوراتهم، وقد أجاد إفراغها في لغة من لغاتهم؛ أقبلوا على قرائتها معجبين بها"[17].
 
ويبين الدكتور محمود مكي سبب ميل القارئ العربي إلى أدب طاغور فيقول: "إن ما ضاعف من استجابتنا لأدب طاغور ما كان يغلب عليه من طابع رومانسي يتفق مع طبيعتنا ومقومات أدبنا، ولهذا فقد رأى رواد النهضة الأدبية الحديثة في أعمال طاغور تعبيرا صادقا عن اتجاهاتهم ومشاعرهم"[18]. ولذلك قام العرب بترجمة العديد من أعمال طاغور الغنائية والمسرحية. وأول ما ظهر في لغة الضاد من مؤلفات طاغور مسرحيته ‘شترا’. وقد نقلها إلى العربية محمود المنجوري أفندي. وقام الدكتور شكري محمد عياد بنقل The Home and the World (في البنغالية:Ghore o Baire ) إلى العربية، كما نقل عبد الرحمان صدقي بعض مسرحيات طاغور كاملة معنونة بـ‘طاغور المسرح الهندي’. ولا يخلو عام إلا ويصدر كتاب عن طاغور في العالم العربي. ومن هذه الكتب:  شاعر الحب والسلام لمحمد عياد، نشره وزارة الثقافة المصرية، عام 1961، وطاغور وآخرون: شعراء الهند لعدنان بغجاتي، نشرته دار الأهالي بدمشق في 1991، وطاغور الجانب الإيماني  لسهيلة الحسيني، نشرته الهيئة المصرية العامة بالقاهرة سنة 2007، وديانة الشاعر لموسى الخوري وغسان الخوري، نشره دار غربال بدمشق، في عام 1988، وطاغور المعلم الإنسان لمشال أوبري، نشرته دار الريحاني للطباعة والنشر، ببيروت، في سنة 1974 وطاغور: فيلسوف الهند وحكيمها، لنجيب زبيب، نشرته دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع ببيروت في عام 1974. واحتل التليّسي الليبي رأس قائمة هؤلاء الكتاب من خلال تأليفه كتابا سماه ‘هكذا غنى طاغور’ الذي نشرته الدار العربية للكتاب، في ليبيا، سنة 1989م.
 
وقد لقيت إبداعات طاغور قبولا حسنا لدى كثير من المفكرين العرب؛ وأظهر عباس محمود العقاد إعجابا شديدا بـ‘سادهنا’ وهي مجموعة خطب ألقاها طاغور بالبنغالية على تلاميذه في مدرسة شانتينكيتن (الآن جامعة وشو بهاروتي) وترجمها فيما بعد إلى الإنجليزية، ثم ألقى محاضرات مستمدا منها في جامعه هارفارد وبعض المجامع الأوربية. فقال العقاد في مدح ‘السادهنا: "لست أريد أن ألخّص ‘السادهانا’؛ لأن الكتاب صلاة والصلوات لا يجوز فيها التلخيص والاقتضاب، ولست أريد أن أنقد آرائها؛ لأن هذه الآراء إن هي إلا زهرة روحية والزهرات لا تطيب على النقد والتحليل"[19]. وأما رأي العقاد حول جودة كتابات طاغور، فهو: أن مستوى أعماله أعلى من كثير ممن حازوا على جائزة نوبل من أدباء الغرب،[20] ولذا حث الكتاب على ترجمة أعمال طاغور. فامتثلوا أمره، وترجموا إنتاجات طاغور بالعربية. فنجد ترجماتهم كالتالي: أغان وأشعار لعبد الوحيد لؤلؤة، نشره المجمع الثقافي، بأبو ظبي، عام 1995، وذكرياتي ) My Reminiscences) تعريب سلاح سلاح، نشره نفس الناشر في نفس السنة. وقد ترجم وديع البستاني ثلاثا وثلاثين منظومة من جملة خمس وثمانين منظومة توجد في Gardener بعنوان ‘البستاني’[21]. ويرى في مقدمته أن بعض قصائد البستاني أروع وأحلى من قصائد غيتانجلي ويقول إن قصائده مملوءة بالحب والكشف عن أسرار قلب الفتى الحزين. ومن ميزات هذا الكتاب أن البستاني قام، بالإضافة إلى ترجمة النصوص، بشرح المصطلحات الهندية الغامضة والتعليق على أساطير الهند وطقوسها ورسومها؛  أحيانا يكتب أبياتا أردية مشابهة لأبيات البستاني معنى.
 
وأوّل من قام بتعريب ‘جيتانجلي[22]’ هو بديع حقي[23] الذي ترجم عام 1955م مئة وثلاث قصائد للطاغور في تسع وسبعين صفحة؛ وله تراجم عربية وهي: ‘جني الثمار’[24]، و‘البستاني[25]’، و‘الهلال[26]’و‘دورة الربيع[27]’ و‘شيترا[28]’. وقد طبعت هذه المجموعات معا وفي مجلد واحد بعنوان ‘روائع طاغور في الشعر والمسرح، مع مقدمة طويلة احتوت على إحدى وأربعين صفحة. وقد أولع المترجم بكلام طاغور إيلاعا فاقتبس قول الكاتب الفرنسي رومين رولاند (Romain Rolland) تعبيرا عن هذا الولع: "حين تقترب من طاغور، يناسم نفسك شعور أنك في معبد". ثم ألقى حقي الضوء على بداية طفولة طاغور وبيئة أسرته العريقة، قائلا: "وعرف طاغور في فجر طفولته بلهنية الحياة وهنائتها، واستمد من الجو الذي عاش فيه، كل ما كانت نفسه الطلعة تتشوق إليه...[29]" وأشار حقي إلى كيف أخذ طاغور ينبض بالشعر ويهزج به وهو صغير لم يتجاوز الثامن من عمره. ثم وصف كيف أصبح طاغور حزينا حين توفيت أمه الحبيبة فأصبح وحيدا، ثم وجد التعزية في الطبيعة وأصبحت الطبيعة رفيقا له طوال حياته. تزوج طاغور في الثانية والعشرين مع مريناليني ديوي فرزق ثلاثة أطفال. لكن لم تدم سعادته طويلا. فماتت زوجته، وعقب ذلك مات ابنه وبنته وأبوه في فترات متقاربة. وهذه الكارثة الجارفة خلفت في نفسه حزنا عميقا كادت تكسر همته للأبد. لكن كان واثقا بأن الموت هو صفحة تطوى لتفتح صفحة خالدة أنضر وأحلى. بيد أن حزنه الذي استبد بقلبه، تسلل إلى شعره فطبعه بطابع الأسى. وقصائده مواجة بحزن عميق ورنينها يوجد في ديوانه الرائع ‘جيتانجلي’.
 
وفي الحق أن شعر طاغور ليس شعرا يتّعد فيه اللفظ والنغم والمعنى بل هو رسالة فكرية إنسانية تماثل رسالة المفكرين العظام. وتحمل رسالته الإنسانية السامية القائمة على المحبة والأمل، وتشرئب قمما شوامخ في الأدب العالمي كله. وسلط بديع حقي الضوء على حب طاغور لوطنه ووصف كيف اهتاج اهتياجا عنيفا حينما قمعت الحكومة البريطانية ثورة بنجاب عام 1919 بصورة فظيعة. فأعاد طاغور لقب ‘سر’ إلى ملك إنكلترا الذي كان قد منحه إياه تقديرا لعبقريته[30]. وكذلك أبدى غضبا شديدا ضد تقسيم البنغال عام 1905. لم يكن طاغور محبا لوطنه فقط بل كان يحب الكون كله ويشغف به ويؤمن بربه. ومن مزايا شعر طاغور أنه يتعانق فيه الشعر والغناء، فوضع أكثر من ثلاثة آلاف أغنية تطابق جميع المواسم والطقوس والشعور الإنساني وكذلك جميع الظروف والأحوال . وقد نجد في مقدمة روائع طاغور آراء بديع حقي عن مسرحيات طاغور[31]. فيقول حقي: إن كل مسرحية [طاغور] تحمل جانبا من رسالته الفكرية والإنسانية"[32]. وبالإضافة إلى ذلك، نجد في أواخر مقدمة الروائع أن صاحبها ذكر طاغور كفنان حاذق ورسام ترك حوالي ألفي لوحة تعد تراثا فنيا ذا شأن.
 
وأقيمت حفلة مئوية لذكرى طاغور عام 1961 في مصر، وباعتناء هذه الحفلة طبع روائع طاغور في الشعر والمسرح بالقاهرة أيضا. وختم حقي هذه المقدمة باقتباس بيت لطاغور، وهي:
من أنت أيها القارئ،
أنت الذي تقرؤني بعد مائة عام؟[33]
 
وبمناسبة ذكرى طاغور المئوية أصدرت عديد من المقالات والكتب، ونكتفي بذكر كتابين، وهما: (أ) طاغور في الذكرى المئوية لميلاده،1961 (ب) ذكرى تاجور. الأول هو مجموعة سبعة مقالات قيمة عن طاغور، الصادر عن وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية ومقدمة بقلم الأستاذ السيد محمد يوسف، وزير التربية والتعليم آنذاك. فجلى الوزير من نواحي عبقرية طاغور بأن له فضل وضع أسس التربية القومية، وإن طاغور حس بحاجة الطفل إلى الحرية وإلى النمو في بيئته الاجتماعية والثقافية. كان طاغور رجلا عمليا فاستخدم نظرياته في حقل التربية، فأنشأ مدرسة في سانتينيكيتان وجامعة وشوابهارتي. ولهذه المبادئ التربوية وحدها، يستحق طاغور الخلود والمجد. وعلاوة، كان من رواد الإنسانية، واثقا بقوميته وبالشرق ومؤمنا بالحرية والعدالة الإنسانية...
 
ويبتدئ الكتاب المذكور ببحثه الأول ‘رابندرانات طاغور (6 مايو 1861- 7 أغسطس 1941) ثمانون سنة من الأدب والفن’ للدكتور مهدي علام[34]. ادعى الدكتور بأن طاغور من أبرز الشخصيات الذين خلفوأ آثارا رائعة في الحياة الأدبية في المجالات الأدبية والفنية والفكرية. وأضاف قائلا: "فهذا رجل قد جمع الله فيه الأدب، والفن، والشعر، والكتابة، والخطابة، والتربية، والموسيقى، والرسم، وقد سخرها جميعا في خدمة الحق والخير والجمال والإنسانية"[35]. إنه أنفق جميع ثمانية آلاف جنيه حصل عليه من جائزة نوبل في إنشاء جامعة وشوبهارتي وتطويرها. رغم تقدير الشاعر لمحاسن الحضارة الغربية، لم يكن "بهاء الغرب يبهر عينيه فيحجب عنهما جرائم الغرب"[36]. فلذلك أعاد لقب ‘سر’ (Sir) إلى الحكومة البريطانية التي منحته إياه، وذلك احتجاجا على فظائع الإنجليز في قمع ثورة بنجاب سنة 1919م[37]. ونجد أيضا في هذا البحث زبدة مقالة طاغور ‘الشرق والغرب’.
 
والبحث الثاني من البحوث الواردة في هذا الكتاب، ‘الفلسفة الدينية والتصوف عند طاغور’ للدكتور زكي نجيب محمود[38]. بحث فيه الكاتب في عقيدة طاغور الدينية التي سماها بـ‘عقيدة شاعر’. وركز البحث على العلاقة بين الإنسان الأزلي وهو الله نفسه وفكرة الإنسانية التي تتمثل في الأفراد. فقال: "إن الفرد حادث والإنسانية أزلية أبدية واحدة لا كثرة فيها وتباين. ونجد في هذا البحث فحوى فلسفة طاغور عن حرية الروح وسبل الحصول عليها. وإذا توج رجل بهذه الملكة، يصبح مطمئنا، فإذا جاء أجله لم يغلبه الحزن. وختم الكاتب البحث بإيراد قصيدتين رائعتين من غيتانجلي.
 
وسجل محمد كامل النحاس في بحثه ‘طاغور المربي’ الأسباب التي حملت طاغور على إنشاء مدرسة خاصة في شانتينيكيتون وعلى تأسيس جامعة وشوابهارتي. فقام بالتجديد في تعليم الأطفال وحث على تربيتهم في حضن الطبيعة وفي بيئة ملائمة تذوب فيها الأجناس والأديان والمعتقدات. ورغم تفضيل طاغور التعليم بوساطة اللغة الأم، إنه لم يعارض أية ثقافة أجنبية. وكذلك أحس طاغور بضرورة تعليم الطفل جغرافية بلاده وتاريخها وتراثها كما شدد على معرفة الموسيقى والفنون الجميلة، والأحوال الاجتماعية والاقتصادية وحث على الخلو من كل نوع من أنواع التعصب والنشأة بروح المحبة والتعاون.
 
والبحث الرابع ‘طاغور والمسرح الهندي: الغنائي – الرومانتيكي – الرمزي’ لعبد الرحمان صدقي[39]. في الحقيقة، إن هذا البحث مقتطفات من كتابه الأصلي. وفي تمهيد البحث تحدث الكاتب عن أثر البيئة ومقومات التكوين المسرحي في حياة طاغور؛ فعثر على بذور هذه المقومات في أسرته نفسها التي كان أعضاؤها مثقفين. نجد في هذا البحث خلفيات لأوائل تمثيليات طاغور مثل رودراشاند  (Rudrachanda)[40] والقلب الكسير (Broken Heart)[41]. ثم سجل في بحثه تحليل مسرحيتين، وهما: ‘عبث الأوهام’ و‘الناسك’[42]. وقام الكاتب بكتابة التعليقات على خمس مسرحيات طاغور الشهيرة، وهي: ‘الملك والملكة’[43]، و‘التضحية’[44]، و‘شيترا’[45]، و‘ملك الغرفة المظلمة’[46] و‘مكتب البريد’[47]. تتجلى في هذه التمثيليات عبقرية طاغور لا كفنان فحسب بل كمفكر عظيم ومصلح كبير في تاريخ الإصلاح الديني. وجدير بالذكر أنه يبدو في مسرحيات طاغور أثر كتّاب التمثيليات الأقدميين من الهند كما يبرز فيه أثر الأوربيين خاصة شكسبير وإبسن (Ibsen).
 
ويرى إسماعيل مظهر(1891-1962)[48]، كاتب البحث الخامس المعنون بـ‘عناصر القصة القصيرة في أدب طاغور’ أن أدب طاغور لا يتجزأ بل يوجد فيه مادة الوحدة في تمثيلياته وشعره وأغانيه وقصصه. وإن له روح الشرق؛ ودائما يصدر منه رسالة الإنسانية. ثم قام الكاتب بتحليل العناصر التي تكتمل بها القصة القصيرة في عدة صفحات. ثم قال: "في القصص القصيرة في أدب طاغور كل الكمالات التي ينبغي أن تكون الأساس لهذا الفن الرفيع"[49]. ولكن لم يأت باسم أي قصة لطاغور ولم يقدم أية قصة من قصصه كنموذج في بحثه.
 
ويليه البحث السادس بعنوان ‘نظرية النقد عند طاغور" للدكتور شكري محمد عياد (1921-1999م)[50]. في بداية البحث، حاول صاحبه شرح معنى نظرية النقد وعلاقتها مع الإسطاطيقا وعلم الجمال. ونظرية النقد لطاغور منتشرة في عدة محاضراته ومقالاته وخاصة في كتابيه ‘الشخصية’ (Personality)[51] و‘الوحدة الخالقة’ (Creative Unity)[52]. ولم يقدم طاغور أي تعريف خاص بالنقد، بل عرض أفكاره معتمدا على القياس والتشبيه وأحيانا على الذوق. وفلسفة نقده مستمدة من فلسفة فيدا (Vedic Philosophy) التي تسير من مبدأ الإثنينية إلى مبدأ الوحدة. وهذه الإثنينيات تقدم مشكلة في تحديد القيمة الفنية: أهي في الفن نفسه أم في شيء خارج عن الفن. والاختلاف في هذه المسئلة قديم؛ فكان أرسطو مخالفا لأستاذه أفلاطون في هذه المسئلة. وتليها مشكلة أخرى: هل "الفن للحياة" أو"الفن للفن"؟ هكذا يعالج العياد في بحثه المشتمل على ثلاث وعشرين صفحة، في حبكة فيلسوفية، نظرية النقد عند طاغور.
 
والبحث السابع من كتاب ‘طاغور في الذكرى المؤية لميلاده’ هو ‘طاغور والغرب’ للدكتور لطفي فام[53]. ومما ورد في هذا البحث أن طاغور كان واسع الاطلاع على الأدب الإنجليزي، والألماني، والفرنسي والإيطالي. فكتب مقالات نقدية عن جوته (Goethe)، وفيكتور هوجو (Victor Hugo)، وبترارك ودانتي في أوائل عمره. وكان شديد الإعجاب بتراجديات شيكبير كما كان مولعا بنثر ملتن للتعبير الحماسي المنطلق، ومغرما بنغم بيرون الثائر،[54] ومحبا لأعمال شيلي وكيتس لشعره الغنائي. ففتحت دراسته الواعية المستوعبة لأعمال المذكورين من الأدباء والشعراء أمامه آفاقا جديدة وأكسبت تفكيره ثروة واسعة. وجدير بالذكر أن طاغور، رغم استقائه من مناهل الذين ذكروا آنفا والذين لم يذكروا، تميز بعبقريته الشرقية الأصيلة؛ إنه اعترف بخدمات الغرب في ميادين العلوم والتكنولوجيا ولكنه أنكر عليهم ماديتهم اللانهائية ودعا إلى الإنسانية والمحبة والسلام. وقد شرح لطفي فام موقف طاغور من حب الوطن وحب العالم[55]. وذكر الكاتب في الجزء الثاني من هذا البحث آراء الغرب في طاغور، في شعره، ورسمه، وموسيقاه ومسرحياته.
 
وذكرى تاجور لمحمد طاهر الجبلاوي، هذا هو الكتاب الثاني الصادر من مصر في الذكرى المئوية من ميلاد طاغور، ألفه صاحبه بعد مطالعة ثمانية كتب لطاغور. وأورد في أواخر الكتاب قطعات من تمثيليات طاغور وشعره وأغانيه بالعربية. ويبتدئ هذا الكتاب بذكر نشأة الأدب في البنغال. فتحدث فيه الكاتب عن الأعمال الشعرية لتشاندي داس (1761-1834)، وبهارت شندرا ورام برساد سين حسب معرفته بها، ثم كتب عن خدمات ويليم كاري (William Carey)[56]، وراجا رام موهن روي (1774-1833) وهو أول من كتب البنغالية الصحيحة في نثره.
 
ورام موهن روي درس الفارسية والعربية ثم السنسكريتية والإنجليزية. وأصبح فيما بعد مصلحا دينيا ومؤمنا بالوحدانية ومؤسس ‘مجتمع براهمو’. وحارب الوثنية وبذل جهد طاقته في إزالة الشرور السائدة في مجتمعه مثل إحراق الأرامل وعدم الرغبة في  نكاحهن وغير ذلك من التقاليد القبيحة والفعال الشنيعة. وله كتاب مؤجز مسمى بـ‘تحفة الموحدين’ بالفارسية مع مقدمة بالعربية. وكان ديبندرانات تاجور والد الشاعر يؤمن بآراء رام موهن. فحارب الوثنية وعمل بجد في بدء الحركة البرهموية في الهند. وقد أثرت هذه العقيدة عقيدة التوحيد على أبنائه وفي مقدمتهم رابندرانات تاجور. فظهر طاغور كواحد أبرز رجال الإصلاح والتغيير في تاريخ البنغال.
 
ولا يصغر دور طاغور في مجال ترقية اللغة البنغالية وترويجها. فإنه هو الذي أنقذ اللغة البنغالية وأحياها وخلع عليها الروعة والجمال[57]. يقول الجبلاوي: "لم تكن أغانيه ومسرحياته للهند وحدها لكنها كانت للعالم أجمع". ولم يكن طاغور فيلسوفا بالمعنى الحقيقي بيد أنه شرح في مكتوباته فلسفة الحياة شرحا وافيا. وكتاباته تدل على أنه كان من أكبر معلم الأخلاق والدين عبر القرون. فكان لأحاديثه ومحاضراته أثر السحر على المستمعين[58].
 
قد كتب الجبلاوي عن زيارة طاغور إلى مصر في كتابه فقال: "وزار مصر 1926 فاستقبل فيها بحفاوة بالغة، وألفت اللجان لتكريمه... وأفاضت في الكتابة عنه سائر الصحف والمجلات وعلى الأخص صحيفة ‘البلاغ’ الأسبوعية التي نشرت البحوث الضافية للأستاذ الكبير عباس محمود العقاد عن الضيف الكريم وأدبه وآرائه في الحياة"[59].
 
وكان طاغور داعيا إلى السلام والمحبة والإخاء بين الأمم والأفراد. ولذلك نقد فكرة القومية الأوربية القائمة على الانفصال والأنانية والتملك، وأنكر احتقار الغرب الطبيعة الذي يظن أن من واجبه السيطرة عليها ويظن أنها عدوه الجبار. والحقيقة أن الإنسان والطبيعة جزء لا يتجزأ. فالوصول إلى الهدف ممكن إذا قمنا بتعزيز عواطف الحب والإخاء.
 
وتحدث الجبلاوي عن علاقة طاغور مع غاندي فقال حينما بدأ زعيم الهند مهاتما غاندي حركته ونضاله لتحرير الهند، كان طاغور أول المؤيدين له. وكان دائما ضد الاستعمار[60]. ولكن طاغور لم يؤمن  بسبل مهاتما للحصول على التحرير بما فيها ‘اتخاذ المغزل’[61] و‘السوراج’. كان طاغور محبا لوطنه ولأبنائه؛ فلم يتردد في رد لقبه ‘سر’ إلى الحكومة الإنجليزية لقيامها بأسوأ كارثة في تاريخ الهند في بنجاب عام 1919م. وادعى الجبلاوي "أن طاغور لم يكن شاعر الهند فحسب بل كان شاعر الإنسانية جمعاء"[62]. وفي أواخر الكتاب قدم الجبلاوي نماذج لمسرحيات طاغور وأغانيه، ثم ألقى الضوء على ‘سادهانا’. وانتهى الكتاب بمقتبسات من أبيات مؤجزة لطاغور معروفة في العربية بـ‘طيور شاردة’، مثل:
يتمنى الطائر أن يكون سحابا
ويتمنى السحاب أن يكون طائرا.
 
وكان لطاغور أثر عميق على أبرز الشخصيات العربية في مجال النقد العربي كمثل أحمد الشائب، وأحمد أمين وسيد قطب. فاستعار هؤلاء كثيرا من آرائه في معرفة معاني الفن والحق والجمال، وعلاقة الإنسان مع الطبيعة، ودين الشاعر وحريته. وقدم سيد قطب مدحا وافرا إلى طاغور عبقريا وشاعرا ومجددا، ووضح عبقريته بعد مقارنة شعره بالشعر الحماسي الإغريقي والفارسي والهندي. ثم قال إن الشاعر الكبير ينفخ اطمئنان القلب وسكونه في البشرية جمعاء[63].
 
وتبحث كثير من الكتب العربية أفكار طاغور المتمركزة حول الإنسانية وتشرح آراءه الفلسفية والدينية كما تعالج هذه المواضيع عدة مقالات كتبها جميل غبر في سلسلة ‘إقرأ’(دائرة المعارف، القاهرة، 1958). وتوجد أيضا مقالات على طاغور بالوفرة في الإنترنت. وتم تعريب غيتانجلي مؤخرا بيد ظبية خميس (المولودة: 1958). وعلى مرور خمسين ومائة سنة لميلاد طاغور، عقدت الحفلات والمعارض والندوات العلمية تحت إشراف مركز مولانا آزاد للثقافة الهندية ووزارة التعليم المصرية.
 
وقل من الأفذاذ الذين قدروا على التغلغل في الآفاق التي تغلغل فيها طاغور. وهذا التغلغل حفر اسمه في قائمة الفلاسفة والأدباء والشعراء والفنانين العباقرة على مر العصور.
 
[ قد نشر هذا البحث في مجلة ثقافة الهند، المجلد ٦٦، العدد ٢، عام ٢٠١٥م، ص ٨٩١٠٧، المجلس الهندي للعلاقات الثقافية، ISSN 0970-3713 ]  

-------------------------------------------------------------------------------
[1] أستاذ ورئيس القسم العربي والفارسي السابق بجامعة كلكتا
[2] وديع البستاني (1886-1957)، أديب و شاعر لبناني ترجم رباعيات الخيام
[3] الهلال، عدد الأيار، 1916
[4] إن طاغور زار العراق أيضا بدعوة من الملك فيصل في سنة 1932 وقضى هناك أسبوعا يلقي محاضرات في حفلات وملتقيات ويتفاعل مع زعمائه وشعرائه من أمثال الزهاوي وغيره.
[5] الدكتور طه حسين (1889-1973): كان أديبا وناقدا. رغم إصابته بالعمي في صغره، حفظ القرآن الكريم حفظا محكما من كتّاب قريته، ثم التحق بالأزهر ثم بالجامعة المصرية، وحصل نهائيا على شهادة الدكتوراه من سوربون بباريس. من أهم مؤلفاته: في الشعر الجاهلي، الأيام (3 أجزاء)، حديث الأربعاء، ذكرى أبي العلاء، مع أبي العلاء في سجنه، مستقبل الثقافة في مصر وغيرها.   
[6] عباس محمود العقاد (1889-1964): كان أديبا، ناقدا، صحفيا ومفكرا كبيرا. وله دواوين ومؤلفات كثيرة؛ من أهمها: هدية الكروان، عابر سبيل، عبقرية محمد، عبقرية عمر،  ساعات بين الكتب، ديوان في الأدب والنقد وغيرها.
[7] أحمد لطفي السيد (1872-1963): مفكر شهير وفيلسوف من مصر. كان رئيسا للجامعة المصرية وتولى عددا من المناصب الأخرى، فعمل وزيرا للمعارف ثم وزيرا للخارجية في وزارة اسماعيل صدقي.
[8] أحمد شوقي: كان من أعظم شعراء العرب. وله ديوان شعر يسمى بـ‘الشوقيات’ (4 أجزاء)، كما صنف مسرحيات أهمها: مجنون ليلى، مصرع كليوباترا، قمبيز، الست هدى وغيرها.  
[9] راجع: عبد الرحمان، الدكتور محمد، رحلة طاغور إلى مصر، في ثقافة الهند، المجلد 62، العدد 4، 2011.
[10] الروائي والفيلسوف الروسي. ولد عام 1828 وتوفي في 1910. وله عدد كبير من الروايات، أشهرها: الحرب والسلام (War and Peace)، انا كارنينا (Anna Carnina) والبعث (Resurrection) وغيرها.
[11] الخطيب، محب الدين، تاغور، القاهرة 1317ه، ص 29
[12] تعريب بديع حقي في روائع طاغور في الشعر والمسرح، دار العلم للملايين، الطبعة الخامسة، 1984، ص 68-69.
[13] ذكر حسين شوقي هذا اللقاء في كتابه أبي شوقي، مكتبة النهضة، القاهرة، 1947، ص 119-123.
[14] طه حسين، الأيام، القاهرة، 1947، ج 3، ص 142.
[15] موسيقي مصري كبير لحن وغنى كثيرا من شعر شوقي.
[16] الفصل الثاني من مصرع كليوباترا لأحمد شوقي، شركة فن الطباعة، مصر، لا تاريخ، ص 43-45.
[17] الخطيب، محب الدين، تاغور، المطبعة السلفية، القاهرة، 1317ه، ص 25-26. أثبت الخطيب في كتابه هذا، أن  طاغور كان وطنيا ثم هاجم على عقيدته البرهماوية. كما نجد أن مصطفى صادق الرافعي يشير في مقدمة الكتاب المذكور أعلاه إلى العيوب التي توجد في فلسفة طاغور.
[18] عبد الرحمن، الدكتور أحمد محمد، ‘رحلة طاغور إلى مصر’، في ثقافة الهند، المجلد 62، العدد 4، 2011، ص 92.
[19] العقاد، عباس محمود، كتاب سادهانا للحكيم الهندي تاجور، في ساعات بين الكتب، مطبعة المقتطف والمقيم، 1929؛ وفي المجموعة الكاملة للعقاد، ج3، ص 29-36.
[20] كما صرح في كتابه شاعر أندلسي وجائزة عالمية، الصادر من دار الكتاب العربي، بيروت، 1971.
[21] نشره مطبعة المعارف بالقاهرة بدون تاريخ النشر، وأغلب الظن أنه صدر بين 1916 و 1928.
[22] نشره مطابع الآداب، عام 1955م.
[23] بديع حقي: ولد في دمشق عام 1922 ودرس القانون وحصل على الدكتوراه. عمل دبلوماسيا في فترة 1945-1986. كان أديبا ومترجما كبيرا. وله كتب عديدة. من أهمها: التراب الحزين’ (مجموعة قصصية)، وجفون تستحق الصور (رواية)، وله ديوان مسمى بـ‘سحر’ ورواية أخرى وهي: أحلام على الرصيف.
[24] جني الثمار (Fruit Gathering): نشر هذا الكتاب من مطابع الآداب، 1955. ويحتوي على ست وثمانين قصيدة.
[25] البستاني (The Gardener) يحتوي على خمس وثمانين قصيدة.
[26] الهلال (The Crescent): عربت فيه ستون منظومة.
[27] دورة الربيع (Spring Season): هذا الكتاب مسرحية.
[28] شيترا (Chitra): إن هذا الكتاب مسرحية شعرية.
[29] مقدمة الروائع، ص 10
[30] مقدمة روائع طاغور...، ص 22
[31] لطاغور أربع و عشرون مسرحية. فلخص بديع حقي منها دورة الربيع، الضحية، مكتب البريد، شيترا و غيرها في روائع طاغور...
[32] مقدمة روائع طاغور، ص 36
[33] نفس المرجع. ويوجد البيتان في منظومة معنونة بـ‘سنة 1400’ في سنجايتا (المنتخبات) بالبنغالية، وشوابهارتي، الطبعة الحادية عشرة، 1418 سنة بنغالية، ص 268.
[34] محمد مهدي علام (1900-1991م): بعد نيل البكالوريوس من مصر، درس الأدب الإنجليزي واللغات العبرية، والروسية والألمانية وغيرها في أكستور (Extor)، لندن وحصل على الدكتورة. وله كتب متعددة أهمها: فلسفة العقوبة، وفلسفة الكذب، والعفو في القرآن وتربية الشباب في الإسلام وغيرها.
[35] طاغور في الذكرى المئوية، ص 15
[36] طاغور في الذكرى المئوية، ص 20
[37] قرض طاغور على أثر ذلك منظومة رائعة تبتدئ بـ:
  إنها لاتزينني إلا لتسخر مني، هذه السلسلة الثمينه التي تخصني.
  إنها لتؤلمني حين تطوق عنقي وإنها لتخنقني حين احاول نزعها.
  إنها تتشبث بعنقي، وتخرس أغنياتي...
  (بديع حقي، جني الثمار، رقم الأغنية، 11) 
[38] زكي نجيب محمود (1905-1993): كان أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة. وله كتب عديدة، من أهمها: قصة الأدب في العالم
[39] عبد الرحمان صدقي (1896-1973): كان مؤظفا في وزارة التعليم ومديرا لدار الأوبرا. له ديوانان ومؤلفات على بودلير (Boudelaire) وجوتي (Goethe).
[40] ألفها عام 1877 ولم يتجاوز السابعة عشر من عمره.
[41] ألفها بعد عودته من إنجلترا عام 1878
[42] هي في الأصل، ‘انتقام الطبيعة’ (Prakritir Protishodh) التي سماها في الإنجليزية Sanyasi. وكتبها بالبنغالية عام 1878. وهي تشتمل على سبع وثلاثين صفحة  في البنجالية. راجع: رابندرا رتشنابلي (المجموعة الكاملة لرابندرانات)، وشوابهارتي عام 1402 (السنة البنغالية)، ج1، ص 355-392.
[43] الملك والملكة: كتبها عام 1889. وهي تحتوي على ثمانين صفحة في أصلها البنغالي. راجع المرجع السابق، صفحات 447-527.
[44] التضحية: كتبها عام 1890، وهي تشتمل على إحدى وستين صفحة في الأصل، انظر المرجع السابق، صفحات 537-598.
[45] شيترا: كتبها عام 1891 وترجمها بالإنجليزية وسماها ‘Chitra ’، وطبعت من ماكميلن، لندن، سنة 1914. وعنوانها في البنغالية شيترانغادا (Chitrangoda)؛ ويحتوي أصلها البنغالي على أربع وثلاثين صفحة. وتوجد ترجمتها الكاملة من الإنجليزية في ‘روائع طاغور... لبديع حقي. راجع: المجموعة الكاملة لرابندرانات، ج 2، صفحات 207-241.
[46] ملك الغرفة المظلمة: كتبها عام 1910، وهي في الأصل ‘راجا’. المرجع السابق، ج5، صفحات 268-317.
[47] مكتب البريد: كتبها عام 1912. هي في أصلها البنغالي تحتوي على ثماني عشرة صفحة. انظر: المرجع السابق، ج6، ص 353.
[48] كان من أبرز الشخصيات في تاريخ النهضة التعليمية بمصر.
[49] طاغور في الذكرى...، ص 183.
[50] كان عميد كلية الآداب بجامعة القاهرة، كما كان قصصيا، وروائيا ومترجما شهيرا، نقل The Home and the World إلى العربية عام 1967، وسماها ‘البيت والعالم’.  
[51] نشره Macmillan & Co. 1921
[52] نشره نفس الناشر في 1922.
[53] خبير بفن النحت  الفرنسي المعاصر، و له كتاب المسرح الفرنسي المعاصر.
[54] طاغور في الذكرى المؤية، ص 215-216.
[55] كما تشير إلى ذلك مسرحيته ‘ماليني’، وأمال (شخص مركزي في مكتب البريد)، وأعماله الشعرية: جني الثمار، والبستاني، وهدية المحب، والهلال، وطيور شاردة وفي المحاضرات النقدية سادهانا.
[56] ويليم كاري: جاء إلى كلكتا سنة 1799 ومكث في سريرامبور بمديرية هغلي حوالي أربعين سنة، وجاء بالطباعة في الهند. هو أول من طبع كتابا في النحو للغة البنغالية. إنه أصدر جريدة بنغادربن’ (مرآة البنغال) بالبنغالية.
[57] ذكرى تاجور، ص 33
[58] نفس المصدر، ص 35
[59] نفس المصدر، ص 38
[60] ‘الاستتعمار’ مصطلح خاطئ؛ لأن المستعمرين لا يستعمرون، في الحقيقة، الأراضي التي يحكمونها بل إنهم يحتلونها ثم يستعبدون أهلها. فمن المستحسن أن نستخدم كلمة ‘الاستعباد’ بدلا من كلمة ‘الاستعمار’.
[61] ذكرى تاجور، ص 51-35
[62] نفس المصدر، ص 56
[63] راجع: النقد الأدبي أصوله ومناهجه، لسيد قطب، دار الشروق، القاهرة، 2003، ص 18-20، وص 28، وص 32-38

1 comment:

  1. ما شاء الله......بحث رائع و مفيد جداً 👍 حصلت على كثير من المعلومات الجديدة المهمة عن حياة الشاعر الهندي البنغالي الخاص باسم شاعر العالم الشهير رابندرانات تاجور بالإضافة إلى معرفة ثمراته و محصولاته الأدبية السامية الرفيعة .....🌹🌹 شكرا جزيلا لكم لنشر هذه المقالة البحثية

    ReplyDelete