Tuesday 26 January 2016

لبيد بن ربيعة العامري رضي الله عنه

لبيد بن ربيعة العامري

(٥٦٠ – ٦٦١ م)

 

تعريفه ومولده:

هو لَبيد بن ربيعة بن مالك العامِري، شاعر فارس وجواد كريم والمسلم الوحيد من أصحاب المعلقات، وأحد الطبقة الثالثة للجاهليين. وكان أبوه ربيعة بن مالك يكنى بربيعة المقترن لكرمه من أهل عالية نجد. وكانت أمه امرأة من بني عبس.

 

في الجاهلية:

بدأ حياته الأدبية غلاما يافعا. وذات مرة وفد أبو براء ملاعب الأسنة وإخوته، ومعهم لبيد وهو غلام، على النعمان بن المنذر. فوجدوا عنده الربيع بن زياد العبسي، فأنشد لبيد الشعر بين يدي النعمان فأثاره على نديم له خصم لقوم لبيد. وكان النابغة الذبياني يسمع شعره فيثني عليه الثناء كله. ومدح لبيد بعض ملوك الغساسنة مثل عمرو بن جبلة وجبلة بن الحارث.

 

إسلامه:

وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مع ثلاثة عشر رجلا من بني كلاب فأسلم، وكان من المؤلفة قلوبهم. ثم حسن إسلامه وترك الشعر – كما ادعى بعض المؤرخين - فلم يقل في الإسلام إلا بيتاً واحداً يلي:

الحمد لله إذ لم يأتيني أجلي      حتى لبست من الإسلام سربالا

في ظل الإسلام:

استقر لبيد في الكوفة بعد إسلامه. وأرسل حاكمها يوماً في طلب لبيد وسأله أن يلقي بعضاً من شعره، فقرأ لبيد سورة البقرة وقال: "منحني الله هذا عوض شعري بعد أن أصبحت مسلماً". وعندما سمع الخليفة عمر بذلك أضاف مبلغ 500 درهم إلى 2000 درهم التي كان يتقاضاها لبيد. وفي عهد معاوية وافته المنية عام 41 هـ/ 661 م في سن 157 سنة كما يذكر ابن قتيبة أو 145 كما ورد في الأغاني، وتسعون منها في الجاهلية وما تبقى في الإسلام.

 

شعره وأغراضه:

ونجد في شعره أغراضا كثيرة أبرزها الوصف والفخر والرثاء والحكمة. ولعل أهم ما يميز وصفه الإغراق في الغرابة والغموض، وولوعه بالألفاظ الغريبة، إلا أننا لا نعدم في شعره صورا مألوفة قريبة من الوضوح. ويروى أن الرسول قال: أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد: "ألا كلّ شيئ ما خلا الله باطل".

 

منزلته الشعرية ومعلقته:

اعتبر لبيد نفسه ثالث الشعراء، في حين أنه عند ابن سلام بين شعراء الطبقة الثالثة. ومرة سُئل لبيد "من هو أشعر الشعراء رجلا"، قال: "رجل في قميصي". وفي معلقته تنوّع في الأغراض الشعرية واضح وجليّ مع طغيان غرض على آخر. وقد حقق الشاعر في معلقته إبداعا فنيا بلغ فيه حدّ الكمال.

 

 

 

نموذج من شعره:

وكان يجيد التشبيه، كما قال:

وجلا السيول عن الطلول كأنها    زُبُر تُجــدّ متونها أقــــلامها

كتبه: عبد المتين وسيم

2 comments: