Thursday 21 January 2016

حسان بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه

حسّان بن ثابت الأنصاري

(٥٥٣ – ٦٧٤ م)

 

تعريفه ومولده:

هو شاعرُ الرسولِ أبو الوليدِ حسانُ بْنُ ثابت بن المنذر الخزرجي الأنصاري. كان أبوه ثابت من سادة قومه وأشرفهم، وأمه  الفزيعة بنت خنيس كانت أيضا خزرجية. وُلد حسان بالمدينة عام 553م ونشأ بها. وقد عاصر الجاهلية والإسلام، فهو من المخضرمين.

 

من حيث الشاعر الجاهلي:

كان ينشد الشعر قبل الإسلام يمدح المناذرة والغساسنة في الشام ويتقبّل صلاتهم. وبالغ في مدح آل جفنة من ملوك غسّان. وكانت بينهم صلة وثيقة حتّى لم ينكروه بعد إسلامه وتنصّرهم.

 

من حيث شاعر الرسول:

لمّــا هاجر النبي إلى المدينة أسلم مع الأنصــار وانقطع في مدحه والنصـح عنه. وحينما اشتــدّ على النبي أذى قـريش بالهجاء قال لأصحابه: "ما يمنع الذين نصروا الله ورسوله بأسلحتهم أن ينصروه بألسنتهم؟" فقال حسّان: "أنا لها"، فقال له النبي: "كيف تهجوهم وأنا منهم؟" فقال: "أسلّك منهم كما تُسلّ الشعرة من العجين". ثمّ هجا قريش والمشركين فآلمهم وأبكمهم.

 

وفاته:

اشتهر بذلك ذكــره وارتفع قدره، فعـاش ما عاش موفور الكرامة مكفيّ الحاجة من بيت المال، حتّى توفى سنـة 674 م الموافق 54 ه بالغا من العمر مائة وعشرين سنة.

 

شاعريته:

كان في الجاهلية شاعر أهل المدن، وفي البعثة شاعر النبوة، وفي الإسلام شاعر اليمانية. وكان يمدح المناذرة والغساسنة، لكنّه لمّا أسلم تفرّغ للإسلام ونبيه، فهجا من هجا النبي من المشركين فآلمهم وأبكمهم، حتى قال االرسول: "لهذا أشدّ عليهم من وقع النبل".

 

خصائص شعره:

كان فخم اللفظ قوي الأسلوب في الجاهلية، ولكن سكنت العوامل الشعرية فيه بسماحة الدين، فصدق الأصمعي ما قال "إنّ شعره لم يقو إلا في الشر، فلمّا جاء الإسلام بالخير ضعف".

 

نزعات شعره:

كان غالب أشعاره في الفخر والحماسة والمدح والهجاء. وكلّها أغراض تقتضي اللفظ الفخم والأسلوب القوي. فبدا عليه أثر من الحوشية والوحشية ذهب بمجئ الإسلام.

 

نموذج من شعره:

كان شديد الهجاء حتى قيل "لو مُزج البحر بشعره لمزجه". وقال يهجو أبا سفيان:

بأن سيـوفنــا تركتك عبــــدا      وعبـد الــدار ســادتها الإمـــاء

وقال يمدح النبي وقومه في جواب الزبرقان بن بدر:

لا يرقع الناس ما أوهت أكفّهم      عند الدفاع ولا يوهون ما رقعوا

وقال يرثي النبي صلّى الله عليه وسلّم:

مــا بال عينــك؟ لا تنام كأنمـا      كُحــلت مآقيها بكحــل الأرمـــد

كتبه: عبد المتين وسيم 

No comments:

Post a Comment