Thursday 10 March 2016

أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ

أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ

(٧٨٠ – ٨٦٩ م)

تعريفه ومولده:

هو أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب الكناني البصري، أحد مشاهير الكُتّاب والأدباء للعصر العباسي. كان متبحّرا في علم الكلام وخالطا إيّاه بفلسفة يونان. وهو أوّل عالم عربي جمع بين الجدّ والهزل. وقد لُقّب بالجاحظ لكونه دميم الخلقة جــاحظ العينين. وُلد في البصرة عـام 780م الموافق 159 هـ.

 

نشأته وتعليمه:

نشـأ بالبصرة فقيـرا. فكان يبيع السمك والخبز في النهـار، ويكتري دكاكين الورّاقين في الليل. وكان يقرأ منها ما يسـتطيـع قراءته. وطلب العلم في سن مبكّرة. وقرأ القرآن ومبادئ اللغة على شيوخ بلده. وأخذ علم اللغة العربية وآدابها على أبي عبيدة، والأصمعي. ودرس النحو على الأخفش، وعلم الكلام على يد إبراهيم بن هانئ.

 

اعتقاده:  

كان مُغْـرما بمطالعـة الكتب. فلم يقع في يده كتاب إلا استتمّ قراءته واستوعب مادّته. ثم تعلّم علم الكلام من أبي إسحاق المعتزلي فتأثر به وأصبح معتزليا. فلم يزل يؤيد المعتزليين بقلمه ولسانه.

 

 نشاطاته ووفاته:

قضى أكثر عمره  في مسقـط رأسه عـاكفا على التأليف. وسافر إلى بغــداد أيام المــامون والمعتصم والواثق والمتوكل لكسـب المعيشة. ثم استقر بالبصرة. وأصيب بالفالج النصفي في آخر عمره، وطال عليه المرض حتى توفي عام 869 م. وقد شارف المائة.

 

علمه وأدبه:

تميّز الجــاحظ من أنداده لغزارة العلم وقوّة الحجـة واستقصاء البحث وشدّة المعارضة وبلاغة القول. وتبحّر في علم الكلام وخلطه بفلسفة يونان. وانتـهج في كتبه ورسـائله منهج بحثٍ علميٍ مضبوط ودقيق. وكان يبدأ بالشَّك لِيُعْرض على النَّقد، ويسبغ على بحثه صبغــة أدبيَّة جماليَّـة تُضفي على المعــارف العلميَّــة. وهذه ميزة قلَّت نظيراتها في التراث الإنساني. وكان لطيف الروح، ذكيّ الفؤاد، صادق المواساة. أخرج الإنشاء العربي من أسلوبه القديم إلى أسلوب جديد بديع. وميزة أسلوبه سهولة العبارة مع رونقها، وتقطيع الجمل إلى قطع، والإطناب في البيان، ومزج الفكاهات، وغيرها.

 

مؤلفاته:

ألّف نحو مائتي كتاب. وكُتُبه كما قال ابن العميد "تُعلّم العقـل أولا والأدب ثانيا". ومن أشهرها كتاب البيان والتبيين (في أربعة أجزاء)، وكتاب الحيوان (في ثمانية أجزاء)، وكتاب البخلاء، وكتاب المحاسن والأضــداد، والبرصان والعرجــان، والتـاج في أخلاق الملوك، والآمل والمأمول، والتبصرة في التجارة، والبغال، وفضل السودان على البيضان.


كتبه: عبد المتين وسيم 

No comments:

Post a Comment