Friday 5 February 2016

أبو تمام حبيب بن أوس الطائي

أبو تمام حبيب بن أوس الطائي

(٧٩٦ – ٨٤٣ م)

 

تعريفه ومولده:

هو حبيب بن أوس الطائي المعروف بأبي تمام، أحد كبار الشعراء المؤلدين. تفوق على معاصريه لجمعه ديوان الحماسة. وكانت له يد طولى في المدح والرثاء. وُلد عام 180 هـ الموافق 796م، بقرية جاسم في جنوب سوريا. وكان أبوه مسيحيا اسمه تدوس العطار، فلما أسلم أبو تمام حرف اسم أبيه إلى أوس.

 

نشأته:

التحق بكُتَّاب القرية ليتعلم القراءة والكتابة، ولكنه كان يعمل بمهنة الخياطة ليساعد أباه العطار، وفي غمرة انشغاله بالعمل لم ينس أبدًا حبه للعلم والتعلم. فكان يتردد عقب انتهائه من العمل على حلقات الدرس في مساجد مدينة دمشق.

 

تعليمه العالي:

ثم رحل إلى مصر. فأقام في مسجد عمرو بن العاص، وقضى بها خمس سنوات. وكان يعمل خلالها في سقاية الماء، كما كان يتعلم من خلال استماعه للدروس التي تعقد في المسجد. فألمَّ بالفقه والتاريخ والشعر والحديث والفلسفة، ولكنه كان يميل إلى الأدب والشعر، فحفظ أربع عشرة ألف أرجوزة وكثيرًا من القصائد، وحفظ سبعة عشر ديوانًا من الشعر.

 

رحلاته:  

ثم راح يتجول في الأقطار. فزار بغداد وخراسان والحجاز والموصل وبلاد الشام والعراق وغيرها. وأخذ ينشد الشعر في شتى البلاد. فذاع شعره وانتشر، حتى سمع به الخليفة المعتصم، فاستدعاه وقرّبه منه. فكان ذلك فاتحة خير عليه. 

 

اشتغالاته:

تفتّحت موهبته في نظم الشعر، فأخذ يتكسّب به. لكنه مع ذلك لم يحقق ما كان يرجوه من تحسين أحوال معيشته. فاتجه إلى الشام، ثم إلى العراق بعد أن ضاق عليه الرزق، ويقول في ذلك:

ينال الفتى من عيشه وهو جاهــــل     ويكدى الفتى في دهره وهو عالـــم

 

وفاته:

وبعد أن طاف أبو تمام وتنقل في بلاد الله، استقر به المقام في الموصل؛ حيث استدعاه الحسن بن وهب والي الموصل والكاتب المشهور ليتولى بريد الموصل. فظل بها عامًا، حتى توفي بها في عام 228هـ الموافق 843 م، ودفن فيها.

 

شاعريته ومآثره:

كان إمام الشعراء في عصره، يكثر من استخدام التشبيهات والجناس والألفاظ المتشابهة والغموض في التعبير. وكان المديح أبرز الفنون التي نظم فيها لكن له مراثي وحكما رائعة. ولم يكن شاعرًا فحسب بل كان ذواقًا للشعر. وقد تجلت هذه الموهبة في عدد من كتبه، مثلا: فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل.

 

مزايا شعره:

كان رقيق المشاعر، فتميز شعره بجودة اللفظ، وحسن المعاني، وبقوة السبك، وحسن الإخراج، والتأنق في البيان لفظا ومعنا، والغوص في عميق المعاني وغزيرها، وكثرة الاختراع والتوليد فيها. وفي شعره قوة وجزالة.

كتبه: عبد المتين وسيم 

No comments:

Post a Comment