Wednesday 10 February 2016

أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري

أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري

(٨٢١ – ٨٧٥ م)

 

تعريفه ومولده:

هو الإمام أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري العامري النيسابوري محدث كبير، وصاحب "صحيح مسلم" الذي يُعْتَبَرُ ثاني أصحّ كتب الحديث بعد صحيح البخاري. وُلد سنة 821 م الموافق 206 هـ في نيسابور، المشتهرة بازدهار علم الحديث والرواية، في أسرة عربية أصيلة ترجع إلى قبيلة قُشَير.

 

نشأته وحياته:

نشأ وتأدب في بيت علم وفضل. وعني أبوه بتربيته وتعليمه. فَنَشَأَ شَغُوفًا بالعلم مُحِبًّا للحَديثِ النّبَوِيّ، وسمع وهو في الثامنة من عمره من مشايخ نيسابور. وكان الإمام يحيى بن بكير التميمي أول شيخ يجلس إليه ويسمع منه. وضرب في الأرض ليحظى بسماعه وروايته. وكان يعمل بالتجارة، وكانت له أملاك وضياع، مكّنته من التفرغ للعلم، والقيام بالرحلات الواسعة إلى الأئمة الأعلام في العالم الإسلامي.

 

وَفَاتُهُ:

سُئِلَ عَنْ حَديثٍ في مجلسٍ بنيسابورَ، فلمْ يحِر جوابا. وعِندما رجع إلى بيته بدأ يفَحْص عنه. ولمْ يزلْ يبحث عنه طِوالَ ليلتِه ويتناولُ التمرَ لِيُزيلَ النومَ حتّى طلع الفجرُ. فبسببِ أكلِه التمرَ كثيرًا تمرّض، وبعدَه تُوفِّي عن عمرٍ يناهزُ الخامسةَ والخمسين سنةً بنصر آباد سنة 875 م الموافق 261 هـ، ودُفن بالقرب من مدينةِ نيسابورَ.

 

مشايخُه وتلامذته:

سمع من أعلام العلم والفن أمثال يحيى النيسابوري، وقتيبةَ بن سعيدٍ، وإسحاقَ بن راهويه، وإبراهيم بن موسى الفراء، وأحمدَ بن حنبلٍ، وعبيد الله القواريري، وعبيد الله بن معاذ، وغيرِهم. وروى عنه الإمام الترمذي، وأحمد بن سلمة، وإبراهيم بن أبي طالب، وابن خُزيمةَ، وأبو محمد الرازي، وغيرهم. وكان قد تلمّذ على الإمام البخاري أيضا.

 

مُؤلّفاته:

له مؤلفاتٌ عديدةٌ. طُبع منها صحيح مسلم، والتمييز (وهو كتاب في علل الحديث)، والأسماءُ والكنى، والمنفرداتُ والوَحْدانُ، والطبقاتُ.

 

صحيح مسلم:

هو أحدُ أهمِّ كتبِ الحديثِ عند جميع المسلمين. جمعَه الإمامُ مسلمٌ، وأخذ في تأليفه أي في جمعه وتصنيفه خمسَ عشرةَ سنةً. وجمع فيه 7453حديثا و3033 حديثًا بغير المكرر، واشترط فيها الصحةَ من ثلاث مئةِ ألفِ حديثٍ مسموعةً، واختار منها 3033 حديثًا فقط. قسّمه الشُرّاحُ إلى كتبٍ. وكلّ كتاب قُسّم إلى أبوابٍ، مُرتّبةً على الأبوابِ الفِقْهيّةِ. وعددُ كُتبه 54 كتابا، أوّلُها كتاب الإيمان وآخرها كتاب التفسير. وقد أجْمعَ عُلماءُ الإسْلام على صِحّتِه. وهو ثانيُ الصّحِيْحّيْن بعدَ صحيح البخاري، وكتابٌ جامعٌ للأحكامِ، والآدابِ، والأخلاقِ، والعَقائدِ.


كتبه: عبد المتين وسيم 

No comments:

Post a Comment