Saturday 27 January 2018

ابن الفارض

ابن الفارض

(١١٨١– ١٢۳۵ م)

تعريفه ومولده:

هو "سلطــان العاشقين" أبو حفص شرف الدين عمــر بن علي بن مرشد الحموي، المعروف بابن الفارض،أحد أشهر الشعــراء المتصوفين، وموجد الطــريقة الرمزية في الشعر العــربي. وكانت أشعاره غالبها في العشق الإلهي حتى أنه لقب بـ "سلطان العاشقين". وُلد بالقــاهرة لمصر22 مارس  سنة 1181م. وكان آباءه من حماة في سوريا.

 

نشأته وتعليمه:

وُلد في أسرة دينية علمية، كان أبوه أحد قضاة محكمة عالية لمصر، فتلقى تعليمه الابتدائي منه. ولمّا شبّ اشتغل بفقه الشافعية، وأخذ الحديث عن ابن عساكر. ثمّ تفقه في الدين وتوسّع في اللغة والأدب حتّى أحرز منهما قسطا وافرا.

 

الشاعر المتصوف في الديار المكية:

ثم سلك طريق الصوفية ومال إلى الزهد، فصار متعودا على الذهاب إلى جبل المقطم بسقط القاهرة. ثم رحل إلى مكة في غير أشهر الحج، واعتزل في واد بعيد عنها. وفي عزلته تلك نظم معظم أشعاره في الحب الإلهي، حتى عاد إلى مصر بعد خمسة عشر عامًا.

 

يتوفى في مصر:

وقضى بمصر بقية عمره مهيبا وقورا؛ قال الزيات: "إذا مشى في المدينة ازدحم الناس عليــه يلتمسون منه البركة والدعاء." وكان كذلك حتى توفّى بالقاهرة 23 يناير عام 1235م، ودُفن بسفح المقطم.

 

ابن الفارض الشاعر:

كان شــاعـرا متصوفا روحانيا، فغالب أشعاره في الروحانية. قد أوجد الطريقة الرمزية. كما قال الزيات، كان "أكثر الشعراء تعملا للكلام وتكلفا للبديع وولوعا بالجناس والطباق...، فإذا أراد النظم أخذته غيبوبة يطول أمـدها أحيــانا إلى عشرة أيام كما قيل، لا يأكل أثناءها ولا يشرب ولا يتحرّك، فإذا أفاق أملى شعره!"

 

خصائص شعره:                                                

كان سهل الألفاظ، جيد الأسلوب، يُكثر نعت الخمر وذكر الغزل، مريدا بذلك الذات الإلهية عن اصطلاحهم، فأكثر قصائده مشتملة على ما يُرضي المتصوف الزاهد بباطنه، والعاشق الماجن بظاهره، "فالمتصوفون يُنشدونه في مجالس الذكر، والخلعاء يغنّونه في مجالس الخمر" قاله الزيات.

 

نموذج من شعره: 

قال في الخمر وفيها كثير من رموز الصوفية:

شـربنا عـلى ذكـر الحبيـب مُـدامــة      سكـرنا بها من قبل أن يخلق الكـرم

لها البدر كأس وهي شمس، يُديرها      هــلال، وكم يبدو إذا مزجت نجم

وقد أجاد وصف تأثيرها:

ولو قرّبوا من جـانها مُقعـدا مشى       وتنطق من ذكرى مذاقتها البُكــم

كتبه: عبد المتين وسيم 

No comments:

Post a Comment