Monday 3 December 2018

أبو عمر أحمد ابن عبد ربه


أبو عمر أحمد ابن عبد ربه

(٨٦٠–٩٤٠ م / ٢٤٦–۳٢٨ ه)

 

تعريفه ومولده:

هو شهاب الدين أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه، كاتب بارع وشاعر شهير، وصاحب العقد الفريد، ومن السابقين إلى اختراع الموشحات. سمّاه المتنبي بمليح الأندلس. وكان جده الأعلى سالماً مولى لهشام بن عبد الرحمن الداخل. وُلد بقرطبة 10 رمضان عام 146 ه الموافق 29 تشرين الثاني 860 م.

 

نشأته وتعليمه:

نشــأ بقرطبة. وتلقى التعليم الابتــدائ من أبيه، وتعـلّم منه اللغتين الأندلسيــة والعربية. ثم تعلم القواعــد العربية وعلم الرياضيات والتاريخ والجغرافيا بمدرسة فيها. ثم تخرّج على علمـــاءالأندلس وأدبائها. وامتاز بسعــة الاطــلاع في العلم والرواية، وطول الباع في الشعر والكتابة. وكانت له في عصره شهرة ذائعة.

 

شاعر الخليفة:

طار ذكره من حيث الشاعر وهو كان ابن ستة وعشرين. فألحقه الخليفة محمد الأول وجعله شاعره عام 886 م،  وبعده ابنه المنذر ثم عبد الله الثاني ثم عبد الرحمان الثالث. ونال الشاعر لديهم حظوة كبيرة من المال وإكراما شديدا.

 

شاعر الممحّصات إلى جوار الله:

لمّا وهن عظمه أحسّ أنّه أضاع عمره في طلب الدنيا. فمال قلبه إلى الصوفية والزهد. فنظم منظومات دينية وسمّاها "الممحصات"، وهي قصائد في المواعظ والزهد. وأصيب في أعقاب عمره بالفالج، وتوفي يومَ الأحد 18 جُمادى الأولى سنة 328 هـ الموافق عام 940 م، ودُفن يوم الاثنين في مقبرة بني العباس بقرطبة.

 

 شاعريته:

كان شاعرا مطبوعا، تطلعت نفسه إلى الشعر منذ حداثة سنه. وأكثر شعره وأجمله في الوصف والغزل. وهو أشبه بشعر ابن زيدون في الجمع بين روعة الشرقيين وجزالتهم، ورقة الغربيين وسلاستهم. وسمّاه المتنبي بمليح الأندلس. وهو أحد السابقين إلى اختراع الموشحات. وله طبع في الشعر القصصي، وهو قليل في العربية.

 

العقد الفريد:

هو أحد أمهات كتب الأدب، وجامع شتى الفوائد، ومنثور المسائل في الأخبار والأنســاب والأمثال والشعر والعروض حتى الطب والموسيقي. قسّمه المؤلف إلى خمسة وعشرين كتابا في موضوعات شتى، وبدأ كلها بمقدمة بليغة، وسمّى كل كتاب بجوهرة من جواهر العقد كاللؤلوة والفريدة والزبرجدة والجمانة والمرجانة والياقوتة.

 

نموذج من أشعاره:

قــــــال فــــي الغــــــــــــزل : 

يا لؤلؤا يـسبي الـعقول أنيقا      ورشا بتقطيع القلـوب رقيقا

وقال في وصف رمح وسيف:  

بكـل رديـي كـأن سـنانـه     شـهاب بدا في ظلمة الليل ساطع

وآخــر شعـــــر قـــــاله هـو:  

ولست أبالي من تباريح علتي    إذا كان عقلي باقيا ولـساني

كتبه: عبد المتين وسيم 

No comments:

Post a Comment